بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم..
أما بعد..
الأحبة في الله..
أسأل الله تعالى أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، اللهم بارك لنا في العشر، اللهم خذ بأيدينا ونواصينا إليك أخذ الكرام عليك، اللهم نسألك في أيامنا هذه البر والتقوى ومن العمل ما ترضى.
أحبتي في الله..
أيام في الجنة، هذا مشروعنا في هذه العشر العظيمة، ومرادنا بها جنة القرب والوصال مع الرب الكبير المتعال، جنة نجد أثرها بردها ونعيمها في قلوبنا، إنها جنة الأنس والشوق والإنابة والإخبات والسكينة.
لكن الجنة لها شروط، ولها فرسان، وهؤلاء شعارهم الذي لابد لهم منه "لو كان الإيمان في الثريا لناله هؤلاء الرجال"، ولو كانت الجنة سلعة الله الغالية فوالله لنجاهدنَّ في الله حق الجهاد حتى نرتقي لها...
معي على هذا العهد يا شباب؟؟
إذا كانت الإجابة نعم فهيا إلى رياضها.
الخطوة الاولى:عزائم لا تبرد، وهمم في شموخ الجبال.
وتحقيق هذا يتطلب أن تبخلوا بكل لحظة، وأن تجدوا لها وتجددوا الإيمان، ومن هذا شأنه ستراه (بخيل بزمانه) ينافس حماد بن سلمة في السير (7/447-448): قال موسى بن إسماعيل التبوذكي: لو قلت لكم: "إني ما رأيت حماد بن سلمة ضاحكا لصدقت، كان مغشولا، إما أن يحدث، أو يقرأ، أو يسبح، أو يصلي، قد قسم النهار على ذلك".
فمن يتحداه فيبخل بدقائق بل بثوان نهار العشر، فلن نراه إلا ذاكرًا أو قارءئًا للقرآن أو مصليًا ليسجد ويقترب، أو داعيًا إلى الله بالقول السديد ، أو باذلا ماله أو جهده في عمل خير، أو بارًا بوالديه أو محسنًا في أخلاقه وهذه أثقل ما في الميزان.
الخطوة الثانية:علو همة في سباق الصالحين:
من يشتعل حماسه إذا سمع عن خبر هؤلاء؟
قال بعضهم: كنت ساكنا في جوار بكار بن قتيبة، فانصرفت بعد العشاء، فإذا هو يقرأ: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ} [سورة ص: 26]، قال: "ثم نزلت في السحر، فإذا هو يقرؤها، ويبكي، فعلمت أنه كان يتلوها من أول الليل".
إنه التدبر الأمثل، وتنزيل القرآن على القلوب، ومحاسبة النفس، ومخاطبتها، وهذا والله أنفع الأدوية الإيمانية فمن يتقدم؟؟
ومن يجتهد كابن خفيف؟
في السير (16/346) : قال ابن باكويه: سمعت ابن خفيف يقول: "كنت في بدايتي ربما أقرأ في ركعة واحدة عشرة آلاف{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [سورة الإخلاص]، وربما كنت أقرأ في ركعة القرآن كله".
وروي عن ابن خفيف، أنه كان به وجع الخاصرة، فكان إذا أصابه أقعده عن الحركة، فكان إذا نودي بالصلاة يحمل على ظهر رجل، فقيل له: "لو خففت على نفسك؟"، قال: "إذا سمعتم حي على الصلاة ولم تروني في الصف فاطلبوني في المقبرة".
أين الهمم يا طالبو جنة القرب في العشر؟!
أوصيكم:
(1) في أيام في الجنة إحياء سنة كل يوم:
والسنة اليوم:
كان رسول الله يقول في ركــــوعه: «اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي وبصري، ومخيوعظمي وعصبي» [رواه مسلم].
والمطلوب:
استشعار لذة العبادة في الركوع، لأن الركوع يجلب الخشوع والخضوع والتعظيم لله تعالى، فإصلاحه يدخل تحت باب{وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [سورة الحج: 32]، والتعظيم قربة العشر فإنها أعظم أيام الدهر.
(2) الاشتراك في مشروع فرسان العشر، وفارسات العشر، وذلك للمتابعة الإيمانية، فشاركوا ولا تحرموا أنفسكم الخير.
إنها موسم وفود الرحمن: فاللهم حبسنا العذر فلا تحرمنا الأجر.
إنها معدودات: فلا مجال لأن ينزل المقت بضياع الوقت.
فكرة في زمان الغفلة:
الليلة سيتلهى الملايين بالكرة، وعبادة في الهرج كهجرة إلي النبي صلى الله عليه وسلم، فاذكروا الله وقت غفلة الناس، وذاكر الله في الغافلين كالمقاتل عن الفارين قد يضحك الله، فيكون ممن لا حساب عليهم، يدخلون الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب بإذن الرحمن.
Date de dernière mise à jour : 05/07/2021
Merci, votre note vient d'être comptabilisée.
Merci, mais vous avez déjà voté pour cette page, réessayez plus tard.
Vous devez être connecté pour pouvoir voter
★★★★★
Aucune note. Soyez le premier à attribuer une note !